قصه ابكتني عندما قراءتها اخ من قسوةبعض الرجال في حق ابن
صفحة 1 من اصل 1
قصه ابكتني عندما قراءتها اخ من قسوةبعض الرجال في حق ابن
<DIV id=post_message_6167>
<P align=center>
<DIV align=center><FONT color=darkorchid><FONT size=5><FONT color=navy>اتمنى ان تكملووو القصه الى النهايه <BR><BR></FONT>........................................ <BR>أستاذ.. هذا أبوي ..هذا ابوي !!!!!! أبكت عيون الكثيرين <BR>قصة مدرس مع طالب على لسان المدرس <BR>إلى التفاصيل: <BR>كان ياسر طفل التاسعة في الصف الرابع .وكنت أعطيهم حصتين في <BR>الأسبوع .. كان نحيل الجسم .أراه دوماً شارد الذهن .. يغالبه النعاس <BR>كثيراً .. كان شديد الإهمال في دراسته .بل في لباسه وشعره.. دفاتره <BR>كانت هي الأخرى تشتكي الإهمال والتمزق !! حاولت مراراً أن يعتني <BR>بنفسه ودراسته فلم أفلح كثيراً لم يجد معه ترغيب أو ترهيب !! ولا <BR>لوم أو تأنيب !! ذات يوم حضرت إلى المدرسة في الساعة <BR>السادسةقبل طابور الصباح بساعة كاملة تقريباً كان يوماً شديد <BR>البرودة .. فوجئت بمنظر لن أنســـــاه دخلت المدرسة فرأيت في زاوية <BR>من ساحتها طفلين صغيرين قد انزويا على بعضهما .. نظرت من بعيد <BR>فإذ بهما يلبسان ملابس بيضاء لا تقي جسديهما النحيلة شدة <BR>البردأسرعت إليهما دون تردد وإذ بي ألمح ياسر يحتضن أخاه <BR>الأصغر ( أيمن )الطالب في الصف الأول الابتدائي .ويجمع كفيه الصغيرين <BR>المتجمدين وينفخ فيهما بفمه ويفركهما بيديه <BR>منظر لا يمكن أن أصفه وشعور لا يمكن أن أترجمه دمعت عيناي من <BR>هذا المنظر المؤثر <BR>ناديته : ياسر ما الذي جاء بكما في هذا الوقت <BR>؟ ولماذا لم تلبسا لباساً يقيكما من البرد !! فازداد ياسر التصاقاً بأخيه <BR>ووارى عني عينيه البريئتين وهما تخفيان عني الكثير من المعاناة والألم <BR>التي فضحتها دمعة لم أكن أتصورها ! ضممت الصغير إليّ فأبكاني <BR>برودة وجنتيه وتيبس يديه أمسكت بالصغيرين فأخذتهما معي إلى <BR>غرفة المكتبةأدخلتهما وخلعت الجاكيت الذي ألبسه وألبسته <BR>الصغير أعدت على ياسر السؤال : ياسر ما الذي جاء بك إلى <BR>المدرسة في هذا الوقت المبكر ومن الذي أحضركما !؟ <BR>قال ببراءته : لا <BR>أدري السائق هو الذي أحضرنا !! قلت : ووالدك قال : والدي مسافر <BR>إلى المنطقة الشرقيةوالسائق هو الذي اعتاد على إحضارنا حتى بوجود <BR>أبي <BR>قلت : وأمــــك !! أمك يا ياسر .. كيف أخرجتكما بهذه الملابس <BR>الصيفية في هذا الوقت !؟ لم يجب ياسر وكأنني طعنته بسكين بدأ <BR>ينظر إلى الأرض ويقول: <BR>أ... أم... أمي... أميـ... ثم استرسل بالبكى !! قال أيمن ( الصغير ) : <BR>ماما عند أخوالي !!!!!! <BR>قلت : ولماذا تركتكم .. ومنذ متى !؟ <BR>قال أيمن : <BR>من زمان .. من زمان !! <BR>قلت : ياسر . هل صحيح ما يقول أيمن !؟ <BR>قال : نعم من زمان أمي عند أخوالي .. أبوي طلقها . وضربها .. وراحت <BR>وتركتنا .. وبدأ يبكي ويبكي !! <BR>هدأتهما .. وأنا أشعر بمرارة المعاناة <BR>وبدأت أنا الآخر بالبكى ولكن حاولت أن أتمالك نفسي وأن أكظم ما <BR>استطعت ولكي لايفقدان الثقة بأمهما قلت ولكن أمكما تحبكما .. أليس كذلك !؟ <BR>قال ياسر : إيه .. إيه .. إيه .. وأنا أحبها وأحبها وأحبها .. بس <BR>أبوي !! وزوجته !! <BR>ثم استرسل في البكاء !! <BR>قلت له : ما بكما ألا ترى أمك يا ياسر !؟ <BR>قال : لا .. لا .. أنا من زمان ما شفتها .. أنا يا أستاذ ودي أشوفها لو <BR>مرة تكفى ياأستاذ !! <BR>قلت : ألا يسمح لك والدك بذهابك لها !؟ <BR>قال : كان يسمح بس من يوم تزوج ما عاد سمح لي !!! <BR>قلت له : يا ياسر . <BR>زوجت أبوك مثل أمك .. وهي تحبكم !! <BR>قاطعني ياسر : لا .. لا . يا أستاذ أمي أحلى .. هذي تضربنا .. ودايم <BR>تسب أمي عندنا !! قلت له : ومن يتابعكما في الدراسة !؟ <BR>قال : ما فيه أحد يتابعنا .. <BR>وزوجة أبوي تقول له إنها تدرسنا !! <BR>قلت : ومن يجهز ملابسكما وطعامكما ؟ <BR>قال : الخادمة .. <BR>وبعض الأيام أنا !! لأن زوجة أبوي تمنعها وتخليها تغسل البيت !! <BR>وأنا اللي أجهز ملابسي وملابس أيمن مثل اليوم ! <BR>اغرورقت عيناي بالدموع فلم أعد استطيع كظمه.. ! <BR>حاولت رفع معنوياته . <BR>فقلت : لكنك رجل ويعتمد عليك ! <BR>قال : أنا ما أبي منها شيء ! <BR>قلت : ولماذا لم تلبسا لبس شتوي في هذا اليوم ؟ قال : هي منعتني !! قالت : خذ هذي الملابس وروحوا الآن للمدرسة .. <BR>وأخرجتني من الغرفة وأقفلتها ! <BR>قدم المعلمون والطلاب للمدرسة . <BR>قلت لياسر بعد أن أدركت عمق المعاناة والمأساة <BR>التي يعيشها مع أخيه : لا تخرجا للطابور <BR>وسأعود إليكما بعد قليل <BR>خرجت من عندهما .. <BR>وأنا أشعر بألم يعتصر قلبي .. <BR>ويقطع فؤادي ! <BR>ما ذنب الصغيرين !؟ <BR>ما الذي اقترفاه ؟ <BR>حتى يكونا ضحية خلاف أسري .. وطلاق .. وفراق !! <BR>أين الرحمة !؟ <BR>أين الضمير !؟ <BR>أين الدين !؟ <BR>بل أين الإنسانية !؟ <BR>قررت أن تكون قضية ياسر وأيمن .. هي قضيتي !! <BR>جمعت المعلومات عنهما . <BR>وعن أسرة أمهما .. <BR>وعرفت أنها تسكن في قرناطه !! <BR>سألت المرشد الطلابي بالمدرسة عن والد ياسر وهل يراجعه !؟ <BR>أفادني أنه طالما كتب له واستدعاه .. فلم يجب !! <BR>وأضاف : الغريب أن والدهما يحمل درجة الماجستير .. <BR>قال عن ياسر : كان ياسر قمة في النظافة والاهتمام . <BR>وفجأة تغيرت حالته من منتصف الصف الثالث !! <BR>عرفت فيما بعد أنه منذ وقع الطلاق !! <BR>حاولت الاتصال بوالده .. فلم أفلح .. <BR>فهو كثير الأسفار والترحال .. <BR>بعد جهد .. حصلت على هاتف أمه !! <BR>استدعيت ياسر يوما إلى غرفتي <BR>وقلت له : ياسر لتعتبرني عمك أو والدك .. <BR>ولنحاول أن نصلح الأمور مع والدك .. <BR>ولتبدأ في الاهتمام بنفسك !! <BR>نظر إليَّ ولم يجب وكأنه يستفسر عن المطلوب ! <BR>قلت له : حتماً والدك يحبك .. <BR>ويريد لك الخير .. ولا بد أن يشعر بأنك تحبه .. <BR>ويلمس اهتمامك بنفسك وبأخيك وتحسنك في الدراسة أحد <BR>الأسباب !! <BR>هزَّ رأسه موافقاً !! <BR>قلت له : لنبدأ باهتمامك بواجباتك .. <BR>اجتهد في ذلك !! <BR>قال : أنا ودي أحل واجباتي . <BR>بس زوجة أبوي تخليني ما أحل !! <BR>قلت : أبداً هذا غير معقول .. أنت تبالغ <BR>قال : لايأستاذ أنا ما أكذب هي دايم تخليني <BR>اشتغل في البيت وأنظف الحوش , , , !! <BR>صدقوني .. <BR>كأني أقرأ قصة في كتاب !! <BR>أو أتابع مسلسلة كتبت أحداثها من نسج الخيال !! <BR>قلت : حاول أن لا تذهب للبيت إلا وقد قمت بحل <BR>ما تستطيع من واجباتك !! <BR>رأيته .. خائفاً متردداً .. وإن كان لديه استعداد !! <BR>قلت له ( محفزاً ) : ياسر لو تحسنت قليلاً سأعطيك مكافأة !! <BR>هي أغلى مكافأة تتمناها !! <BR>نظر إليَّ .. وكأنه يسأل عن ماهيتها !! <BR>قلت : سأجعلك تكلم أمك بالهاتف من المدرسة !! <BR>ما كنت أتصور أن يُحْدِثَ هذا الوعد ردة فعل كبيرة !! <BR>لكنني فوجئت به يقوم ويقبل عليَّ مسرعاً . <BR>ويقبض على يدي اليمنى ويقبلها <BR>وهو يقول : <BR>تكف .. تكف .. يا أستاذ أنا ولهان على أمي !! بس لا يدري أبوي !! <BR>قلت له : ستكلمها بإذن الله شريطة أن تعدني أن تجتهد .. <BR>قال : أعدك !! <BR>بدأ ياسر .. يهتم بنفسه وواجباته . <BR>وساعدني في ذلك بقية المعلمين <BR>فكانوا يجعلونه يحل واجباته في حصص الفراغ . <BR>أو في حصة التربية الفنية ويساعدونه على ذلك !! <BR>كان ذكياً سريع الحفظ .. فتحسن مستواه في أسبوع واحد !!! <BR>( صدقوني نعم تغير في أسبوع واحد ) !! <BR>استأذنت المدير يوماً أن نهاتف أم ياسر .. <BR>فوافق .. <BR>اتصلت في الساعة العاشرة صباحاً . <BR>فردت امرأة كبيرة السن .. <BR>قلت لها : أم ياسر موجودة !! <BR>قالت : ومن يريدها ؟ قلت : معلم ياسر !! <BR>قالت : أنا جدته . يا ولدي وش أخباره .. <BR>حسبي الله على اللي كان السبب .. <BR>حسبي الله على اللي حرمها منه !! <BR>هدأتها قليلاً .. فعرفت منها بعض قصة معاناة ابنتها ( أم ياسر ) !! <BR>قالت : لحظة أناديها ( تبي تطير من الفرح ) !! <BR>جاءت أم ياسر المكلومة .. <BR>مسرعة .. <BR>حدثتني وهي تبكي !! <BR>قالت : أستاذ .. <BR>وش أخبار ياسر طمني الله يطمنك بالجنة !! <BR>قلت : ياسر بخير .. وعافية .. <BR>وهو مشتاق لك !! <BR>قالت : وأنا .. فلم أعد أسمع إلا بكاءها .. ونشيجها !! <BR>قالت وهي تحاول كتم العبرات : أستاذ ( طلبتك ) <BR>ودي أسمع صوته وصوت أيمن .. <BR>أنا من زمان ما سمعت أصواتهم !! <BR>لم أتمالك نفسي فدمعت عيناي !! <BR>يا لله .. أين الرحمة ؟ أين حق الأم !؟ <BR>قلت : أبشري ستكلمينه وباستمرار .. <BR>لكن بودي أن تساعدينني في محاولة الرفع من مستواه .. <BR>شجعيه على الاجتهاد .. لنحاول تغييره .. <BR>لنبعث بذلك رسالة إلى والده !!! <BR>قالت : والده !! ( الله يسامحه ) .. <BR>كنت له نعم الزوجة . <BR>ولكن ما أقول إلا : الله يسامحه !! <BR>ثم قالت : المهم . <BR>ودي أكلمهم واسمع أصواتهم !! <BR>قلت : حالاً .. لكن كما وعدتني .. <BR>لا تتحدثين في مشاكله مع زوجة أبيه أو أبيه !! <BR>قالت : أبشر ! <BR>دعوت ياسر وأيمن إلى غرفة المدير وأغلقت الباب .. <BR>قلت : ياسر .. هذي أمك تريد أن تكلمك !! <BR>لم ينبت ببنت شفه . <BR>أسرع إليَّ وأخذ السماعة من يدي <BR>وقال : أمي .. أمي .. أمي .. <BR>تحول الحديث إلى بكاء !! <BR><BR>تركته .. يفرغ ألماً ملأ فؤاده .. <BR>وشوقاً سكن قلبه !! <BR>حدثها .. خمسة عشر دقيقة !! <BR>أما أيمن ... <BR>فكان حديثها معه قصة أخرى .. <BR>كان بكاء وصراخ من الطرفين !! <BR>ثم أخذتُ السماعة منهما . <BR>وكأنني أقطع طرفاً من جسمي .. <BR>فقالت لي : سأدعو لك ليلاً ونهاراً .. <BR>لكن لا تحرمني من ياسر وأخيه !! ولا يعلم بذلك والدهما !! <BR>قلت : لن تحرمي من محادثتهم بعد اليوم !! وودعتها ! <BR>قلت لياسر بعد أن وضعت سماعة الهاتف : انصرف وهذه المكالمة <BR>مكافأة لك على اهتمامك الفترة الماضية .. <BR>وسأكررها لك إن اجتهدت أكثر !! <BR>عاد الصغير .. فقبَّل يدي .. <BR>وخرج وقد افترَّ عن ثغره الصغير ابتسامة فرح ورضى !! <BR>قال : أوعدك يا أستاذ أن اجتهد وأجتهد !! <BR>مضت الأيام وياسر من حسن إلى أحسن .. <BR>يتغلب على مشاكله شيئاً فشيئا .. رأيت فيه رجلاً يعتمد عليه !! <BR>في نهاية الفصل لأول ظهرت النتائج <BR>فإذا بياسر الذي اعتاد أن يكون ترتيبه <BR>بعد العشرين في فصل عدد طلابه ( 26 ) طالباً يحصل على الترتيب <BR>( السابع ) !! <BR>دعوته . إليَّ وقد أحضرت له ولأخيه هدية قيمة .. <BR>وقلت له : نتيجتك هذه هي رسالة إلى والدك .. <BR>ثم سلمته الهدية وشهادة تقدير على تحسنه .. <BR>وأرفقت بها رسالة مغلقة بعثتها لأبيه <BR>كتبتها كما لم أكتب رسالة من قبل .. <BR>كانت من عدة صفحات !! <BR>بعثتها . <BR>ولم أعلم ما سيكون أثرها .. وقبولها !! <BR>خالفني البعض ممن استشرتهم وأيد البعض !! <BR>خشينا أن يشعر بالتدخل في خصوصياته !! <BR>ولكن الأمانة والمعاناة التي شعرت بها دعت إلى كل ما سبق !! <BR>ذهب ياسر .. يوم الأثنين بالشهادة والرسالة والهدية <BR>بعد أن أكدت عليه أن يضعها بيد والدة !! <BR>في صبيحة يوم الثلاثاء .. <BR>قدمت للمدرسة الساعة السابعة صباحاً .. <BR>وإذ بياسر قد لبس أجمل الملابس يمسك بيده رجلاً حسن الهيئة <BR>والهندام !! <BR>أسرع إليَّ ياسر . <BR>وسلمت عليه .. <BR>وجذبني حتى يقبل رأسي !! <BR>وقال : أستاذ .. هذا أبوي .. هذا أبوي !! <BR>ليتكم رأيتم الفرحة في عيون الصغير .. <BR>ليتكم رأيتم الاعتزاز بوالده .. <BR>ليتكم معي لشعرتم بسعادة لا تدانيها سعادة !! <BR>أقبل الرجل فسلم عليّ .. <BR>وفاجأني برغبته تقبيل رأسي فأبيت فأقسم أن يفعل !! <BR>أردت الحديث معه <BR>فقال : أخي .. لا تزد جراحي جراح .. <BR>يكفيني ما سمعته من ياسر وأيمن عن معاناتهما مع ابنة عمي <BR>( زوجتي ) !! <BR>نعم أنا الجاني والمجني عليه !! <BR>أنا الظالم والمظلوم !! <BR>فقط أعدك أن تتغير أحوال ياسر وأيمن وأن أعوضهما عما مضى !! <BR>بالفعل تغيرت أحوال ياسر وأيمن .. <BR>فأصبحا من المتفوقين .. وأصبحت زيارتهما لأمهما بشكل مستمر !! <BR>قال الأب : ليتك تعتبر ياسر ابناً لك <BR>قلت له : كم يشرفني أن يكون ياسر ولدي !!</FONT></FONT></DIV></DIV><!-- / message --><BR><BR><BR><BR><BR><BR>اتمنى ان تكملووو القصه الى النهايه <BR><BR>........................................ <BR>أستاذ.. هذا أبوي ..هذا ابوي !!!!!! أبكت عيون الكثيرين <BR>قصة مدرس مع طالب على لسان المدرس <BR>إلى التفاصيل: <BR>كان ياسر طفل التاسعة في الصف الرابع .وكنت أعطيهم حصتين في <BR>الأسبوع .. كان نحيل الجسم .أراه دوماً شارد الذهن .. يغالبه النعاس <BR>كثيراً .. كان شديد الإهمال في دراسته .بل في لباسه وشعره.. دفاتره <BR>كانت هي الأخرى تشتكي الإهمال والتمزق !! حاولت مراراً أن يعتني <BR>بنفسه ودراسته فلم أفلح كثيراً لم يجد معه ترغيب أو ترهيب !! ولا <BR>لوم أو تأنيب !! ذات يوم حضرت إلى المدرسة في الساعة <BR>السادسةقبل طابور الصباح بساعة كاملة تقريباً كان يوماً شديد <BR>البرودة .. فوجئت بمنظر لن أنســـــاه دخلت المدرسة فرأيت في زاوية <BR>من ساحتها طفلين صغيرين قد انزويا على بعضهما .. نظرت من بعيد <BR>فإذ بهما يلبسان ملابس بيضاء لا تقي جسديهما النحيلة شدة <BR>البردأسرعت إليهما دون تردد وإذ بي ألمح ياسر يحتضن أخاه <BR>الأصغر ( أيمن )الطالب في الصف الأول الابتدائي .ويجمع كفيه الصغيرين <BR>المتجمدين وينفخ فيهما بفمه ويفركهما بيديه <BR>منظر لا يمكن أن أصفه وشعور لا يمكن أن أترجمه دمعت عيناي من <BR>هذا المنظر المؤثر <BR>ناديته : ياسر ما الذي جاء بكما في هذا الوقت <BR>؟ ولماذا لم تلبسا لباساً يقيكما من البرد !! فازداد ياسر التصاقاً بأخيه <BR>ووارى عني عينيه البريئتين وهما تخفيان عني الكثير من المعاناة والألم <BR>التي فضحتها دمعة لم أكن أتصورها ! ضممت الصغير إليّ فأبكاني <BR>برودة وجنتيه وتيبس يديه أمسكت بالصغيرين فأخذتهما معي إلى <BR>غرفة المكتبةأدخلتهما وخلعت الجاكيت الذي ألبسه وألبسته <BR>الصغير أعدت على ياسر السؤال : ياسر ما الذي جاء بك إلى <BR>المدرسة في هذا الوقت المبكر ومن الذي أحضركما !؟ <BR>قال ببراءته : لا <BR>أدري السائق هو الذي أحضرنا !! قلت : ووالدك قال : والدي مسافر <BR>إلى المنطقة الشرقيةوالسائق هو الذي اعتاد على إحضارنا حتى بوجود <BR>أبي <BR>قلت : وأمــــك !! أمك يا ياسر .. كيف أخرجتكما بهذه الملابس <BR>الصيفية في هذا الوقت !؟ لم يجب ياسر وكأنني طعنته بسكين بدأ <BR>ينظر إلى الأرض ويقول: <BR>أ... أم... أمي... أميـ... ثم استرسل بالبكى !! قال أيمن ( الصغير ) : <BR>ماما عند أخوالي !!!!!! <BR>قلت : ولماذا تركتكم .. ومنذ متى !؟ <BR>قال أيمن : <BR>من زمان .. من زمان !! <BR>قلت : ياسر . هل صحيح ما يقول أيمن !؟ <BR>قال : نعم من زمان أمي عند أخوالي .. أبوي طلقها . وضربها .. وراحت <BR>وتركتنا .. وبدأ يبكي ويبكي !! <BR>هدأتهما .. وأنا أشعر بمرارة المعاناة <BR>وبدأت أنا الآخر بالبكى ولكن حاولت أن أتمالك نفسي وأن أكظم ما <BR>استطعت ولكي لايفقدان الثقة بأمهما قلت ولكن أمكما تحبكما .. أليس كذلك !؟ <BR>قال ياسر : إيه .. إيه .. إيه .. وأنا أحبها وأحبها وأحبها .. بس <BR>أبوي !! وزوجته !! <BR>ثم استرسل في البكاء !! <BR>قلت له : ما بكما ألا ترى أمك يا ياسر !؟ <BR>قال : لا .. لا .. أنا من زمان ما شفتها .. أنا يا أستاذ ودي أشوفها لو <BR>مرة تكفى ياأستاذ !! <BR>قلت : ألا يسمح لك والدك بذهابك لها !؟ <BR>قال : كان يسمح بس من يوم تزوج ما عاد سمح لي !!! <BR>قلت له : يا ياسر . <BR>زوجت أبوك مثل أمك .. وهي تحبكم !! <BR>قاطعني ياسر : لا .. لا . يا أستاذ أمي أحلى .. هذي تضربنا .. ودايم <BR>تسب أمي عندنا !! قلت له : ومن يتابعكما في الدراسة !؟ <BR>قال : ما فيه أحد يتابعنا .. <BR>وزوجة أبوي تقول له إنها تدرسنا !! <BR>قلت : ومن يجهز ملابسكما وطعامكما ؟ <BR>قال : الخادمة .. <BR>وبعض الأيام أنا !! لأن زوجة أبوي تمنعها وتخليها تغسل البيت !! <BR>وأنا اللي أجهز ملابسي وملابس أيمن مثل اليوم ! <BR>اغرورقت عيناي بالدموع فلم أعد استطيع كظمه.. ! <BR>حاولت رفع معنوياته . <BR>فقلت : لكنك رجل ويعتمد عليك ! <BR>قال : أنا ما أبي منها شيء ! <BR>قلت : ولماذا لم تلبسا لبس شتوي في هذا اليوم ؟ قال : هي منعتني !! قالت : خذ هذي الملابس وروحوا الآن للمدرسة .. <BR>وأخرجتني من الغرفة وأقفلتها ! <BR>قدم المعلمون والطلاب للمدرسة . <BR>قلت لياسر بعد أن أدركت عمق المعاناة والمأساة <BR>التي يعيشها مع أخيه : لا تخرجا للطابور <BR>وسأعود إليكما بعد قليل <BR>خرجت من عندهما .. <BR>وأنا أشعر بألم يعتصر قلبي .. <BR>ويقطع فؤادي ! <BR>ما ذنب الصغيرين !؟ <BR>ما الذي اقترفاه ؟ <BR>حتى يكونا ضحية خلاف أسري .. وطلاق .. وفراق !! <BR>أين الرحمة !؟ <BR>أين الضمير !؟ <BR>أين الدين !؟ <BR>بل أين الإنسانية !؟ <BR>قررت أن تكون قضية ياسر وأيمن .. هي قضيتي !! <BR>جمعت المعلومات عنهما . <BR>وعن أسرة أمهما .. <BR>وعرفت أنها تسكن في قرناطه !! <BR>سألت المرشد الطلابي بالمدرسة عن والد ياسر وهل يراجعه !؟ <BR>أفادني أنه طالما كتب له واستدعاه .. فلم يجب !! <BR>وأضاف : الغريب أن والدهما يحمل درجة الماجستير .. <BR>قال عن ياسر : كان ياسر قمة في النظافة والاهتمام . <BR>وفجأة تغيرت حالته من منتصف الصف الثالث !! <BR>عرفت فيما بعد أنه منذ وقع الطلاق !! <BR>حاولت الاتصال بوالده .. فلم أفلح .. <BR>فهو كثير الأسفار والترحال .. <BR>بعد جهد .. حصلت على هاتف أمه !! <BR>استدعيت ياسر يوما إلى غرفتي <BR>وقلت له : ياسر لتعتبرني عمك أو والدك .. <BR>ولنحاول أن نصلح الأمور مع والدك .. <BR>ولتبدأ في الاهتمام بنفسك !! <BR>نظر إليَّ ولم يجب وكأنه يستفسر عن المطلوب ! <BR>قلت له : حتماً والدك يحبك .. <BR>ويريد لك الخير .. ولا بد أن يشعر بأنك تحبه .. <BR>ويلمس اهتمامك بنفسك وبأخيك وتحسنك في الدراسة أحد <BR>الأسباب !! <BR>هزَّ رأسه موافقاً !! <BR>قلت له : لنبدأ باهتمامك بواجباتك .. <BR>اجتهد في ذلك !! <BR>قال : أنا ودي أحل واجباتي . <BR>بس زوجة أبوي تخليني ما أحل !! <BR>قلت : أبداً هذا غير معقول .. أنت تبالغ <BR>قال : لايأستاذ أنا ما أكذب هي دايم تخليني <BR>اشتغل في البيت وأنظف الحوش , , , !! <BR>صدقوني .. <BR>كأني أقرأ قصة في كتاب !! <BR>أو أتابع مسلسلة كتبت أحداثها من نسج الخيال !! <BR>قلت : حاول أن لا تذهب للبيت إلا وقد قمت بحل <BR>ما تستطيع من واجباتك !! <BR>رأيته .. خائفاً متردداً .. وإن كان لديه استعداد !! <BR>قلت له ( محفزاً ) : ياسر لو تحسنت قليلاً سأعطيك مكافأة !! <BR>هي أغلى مكافأة تتمناها !! <BR>نظر إليَّ .. وكأنه يسأل عن ماهيتها !! <BR>قلت : سأجعلك تكلم أمك بالهاتف من المدرسة !! <BR>ما كنت أتصور أن يُحْدِثَ هذا الوعد ردة فعل كبيرة !! <BR>لكنني فوجئت به يقوم ويقبل عليَّ مسرعاً . <BR>ويقبض على يدي اليمنى ويقبلها <BR>وهو يقول : <BR>تكف .. تكف .. يا أستاذ أنا ولهان على أمي !! بس لا يدري أبوي !! <BR>قلت له : ستكلمها بإذن الله شريطة أن تعدني أن تجتهد .. <BR>قال : أعدك !! <BR>بدأ ياسر .. يهتم بنفسه وواجباته . <BR>وساعدني في ذلك بقية المعلمين <BR>فكانوا يجعلونه يحل واجباته في حصص الفراغ . <BR>أو في حصة التربية الفنية ويساعدونه على ذلك !! <BR>كان ذكياً سريع الحفظ .. فتحسن مستواه في أسبوع واحد !!! <BR>( صدقوني نعم تغير في أسبوع واحد ) !! <BR>استأذنت المدير يوماً أن نهاتف أم ياسر .. <BR>فوافق .. <BR>اتصلت في الساعة العاشرة صباحاً . <BR>فردت امرأة كبيرة السن .. <BR>قلت لها : أم ياسر موجودة !! <BR>قالت : ومن يريدها ؟ قلت : معلم ياسر !! <BR>قالت : أنا جدته . يا ولدي وش أخباره .. <BR>حسبي الله على اللي كان السبب .. <BR>حسبي الله على اللي حرمها منه !! <BR>هدأتها قليلاً .. فعرفت منها بعض قصة معاناة ابنتها ( أم ياسر ) !! <BR>قالت : لحظة أناديها ( تبي تطير من الفرح ) !! <BR>جاءت أم ياسر المكلومة .. <BR>مسرعة .. <BR>حدثتني وهي تبكي !! <BR>قالت : أستاذ .. <BR>وش أخبار ياسر طمني الله يطمنك بالجنة !! <BR>قلت : ياسر بخير .. وعافية .. <BR>وهو مشتاق لك !! <BR>قالت : وأنا .. فلم أعد أسمع إلا بكاءها .. ونشيجها !! <BR>قالت وهي تحاول كتم العبرات : أستاذ ( طلبتك ) <BR>ودي أسمع صوته وصوت أيمن .. <BR>أنا من زمان ما سمعت أصواتهم !! <BR>لم أتمالك نفسي فدمعت عيناي !! <BR>يا لله .. أين الرحمة ؟ أين حق الأم !؟ <BR>قلت : أبشري ستكلمينه وباستمرار .. <BR>لكن بودي أن تساعدينني في محاولة الرفع من مستواه .. <BR>شجعيه على الاجتهاد .. لنحاول تغييره .. <BR>لنبعث بذلك رسالة إلى والده !!! <BR>قالت : والده !! ( الله يسامحه ) .. <BR>كنت له نعم الزوجة . <BR>ولكن ما أقول إلا : الله يسامحه !! <BR>ثم قالت : المهم . <BR>ودي أكلمهم واسمع أصواتهم !! <BR>قلت : حالاً .. لكن كما وعدتني .. <BR>لا تتحدثين في مشاكله مع زوجة أبيه أو أبيه !! <BR>قالت : أبشر ! <BR>دعوت ياسر وأيمن إلى غرفة المدير وأغلقت الباب .. <BR>قلت : ياسر .. هذي أمك تريد أن تكلمك !! <BR>لم ينبت ببنت شفه . <BR>أسرع إليَّ وأخذ السماعة من يدي <BR>وقال : أمي .. أمي .. أمي .. <BR>تحول الحديث إلى بكاء !! <BR><BR>تركته .. يفرغ ألماً ملأ فؤاده .. <BR>وشوقاً سكن قلبه !! <BR>حدثها .. خمسة عشر دقيقة !! <BR>أما أيمن ... <BR>فكان حديثها معه قصة أخرى .. <BR>كان بكاء وصراخ من الطرفين !! <BR>ثم أخذتُ السماعة منهما . <BR>وكأنني أقطع طرفاً من جسمي .. <BR>فقالت لي : سأدعو لك ليلاً ونهاراً .. <BR>لكن لا تحرمني من ياسر وأخيه !! ولا يعلم بذلك والدهما !! <BR>قلت : لن تحرمي من محادثتهم بعد اليوم !! وودعتها ! <BR>قلت لياسر بعد أن وضعت سماعة الهاتف : انصرف وهذه المكالمة <BR>مكافأة لك على اهتمامك الفترة الماضية .. <BR>وسأكررها لك إن اجتهدت أكثر !! <BR>عاد الصغير .. فقبَّل يدي .. <BR>وخرج وقد افترَّ عن ثغره الصغير ابتسامة فرح ورضى !! <BR>قال : أوعدك يا أستاذ أن اجتهد وأجتهد !! <BR>مضت الأيام وياسر من حسن إلى أحسن .. <BR>يتغلب على مشاكله شيئاً فشيئا .. رأيت فيه رجلاً يعتمد عليه !! <BR>في نهاية الفصل لأول ظهرت النتائج <BR>فإذا بياسر الذي اعتاد أن يكون ترتيبه <BR>بعد العشرين في فصل عدد طلابه ( 26 ) طالباً يحصل على الترتيب <BR>( السابع ) !! <BR>دعوته . إليَّ وقد أحضرت له ولأخيه هدية قيمة .. <BR>وقلت له : نتيجتك هذه هي رسالة إلى والدك .. <BR>ثم سلمته الهدية وشهادة تقدير على تحسنه .. <BR>وأرفقت بها رسالة مغلقة بعثتها لأبيه <BR>كتبتها كما لم أكتب رسالة من قبل .. <BR>كانت من عدة صفحات !! <BR>بعثتها . <BR>ولم أعلم ما سيكون أثرها .. وقبولها !! <BR>خالفني البعض ممن استشرتهم وأيد البعض !! <BR>خشينا أن يشعر بالتدخل في خصوصياته !! <BR>ولكن الأمانة والمعاناة التي شعرت بها دعت إلى كل ما سبق !! <BR>ذهب ياسر .. يوم الأثنين بالشهادة والرسالة والهدية <BR>بعد أن أكدت عليه أن يضعها بيد والدة !! <BR>في صبيحة يوم الثلاثاء .. <BR>قدمت للمدرسة الساعة السابعة صباحاً .. <BR>وإذ بياسر قد لبس أجمل الملابس يمسك بيده رجلاً حسن الهيئة <BR>والهندام !! <BR>أسرع إليَّ ياسر . <BR>وسلمت عليه .. <BR>وجذبني حتى يقبل رأسي !! <BR>وقال : أستاذ .. هذا أبوي .. هذا أبوي !! <BR>ليتكم رأيتم الفرحة في عيون الصغير .. <BR>ليتكم رأيتم الاعتزاز بوالده .. <BR>ليتكم معي لشعرتم بسعادة لا تدانيها سعادة !! <BR>أقبل الرجل فسلم عليّ .. <BR>وفاجأني برغبته تقبيل رأسي فأبيت فأقسم أن يفعل !! <BR>أردت الحديث معه <BR>فقال : أخي .. لا تزد جراحي جراح .. <BR>يكفيني ما سمعته من ياسر وأيمن عن معاناتهما مع ابنة عمي <BR>( زوجتي ) !! <BR>نعم أنا الجاني والمجني عليه !! <BR>أنا الظالم والمظلوم !! <BR>فقط أعدك أن تتغير أحوال ياسر وأيمن وأن أعوضهما عما مضى !! <BR>بالفعل تغيرت أحوال ياسر وأيمن .. <BR>فأصبحا من المتفوقين .. وأصبحت زيارتهما لأمهما بشكل مستمر !! <BR>قال الأب : ليتك تعتبر ياسر ابناً لك <BR>قلت له : كم يشرفني أن يكون ياسر ولدي !!<BR><BR><BR><BR><BR><BR>
<P align=center>
<DIV align=center><FONT color=darkorchid><FONT size=5><FONT color=navy>اتمنى ان تكملووو القصه الى النهايه <BR><BR></FONT>........................................ <BR>أستاذ.. هذا أبوي ..هذا ابوي !!!!!! أبكت عيون الكثيرين <BR>قصة مدرس مع طالب على لسان المدرس <BR>إلى التفاصيل: <BR>كان ياسر طفل التاسعة في الصف الرابع .وكنت أعطيهم حصتين في <BR>الأسبوع .. كان نحيل الجسم .أراه دوماً شارد الذهن .. يغالبه النعاس <BR>كثيراً .. كان شديد الإهمال في دراسته .بل في لباسه وشعره.. دفاتره <BR>كانت هي الأخرى تشتكي الإهمال والتمزق !! حاولت مراراً أن يعتني <BR>بنفسه ودراسته فلم أفلح كثيراً لم يجد معه ترغيب أو ترهيب !! ولا <BR>لوم أو تأنيب !! ذات يوم حضرت إلى المدرسة في الساعة <BR>السادسةقبل طابور الصباح بساعة كاملة تقريباً كان يوماً شديد <BR>البرودة .. فوجئت بمنظر لن أنســـــاه دخلت المدرسة فرأيت في زاوية <BR>من ساحتها طفلين صغيرين قد انزويا على بعضهما .. نظرت من بعيد <BR>فإذ بهما يلبسان ملابس بيضاء لا تقي جسديهما النحيلة شدة <BR>البردأسرعت إليهما دون تردد وإذ بي ألمح ياسر يحتضن أخاه <BR>الأصغر ( أيمن )الطالب في الصف الأول الابتدائي .ويجمع كفيه الصغيرين <BR>المتجمدين وينفخ فيهما بفمه ويفركهما بيديه <BR>منظر لا يمكن أن أصفه وشعور لا يمكن أن أترجمه دمعت عيناي من <BR>هذا المنظر المؤثر <BR>ناديته : ياسر ما الذي جاء بكما في هذا الوقت <BR>؟ ولماذا لم تلبسا لباساً يقيكما من البرد !! فازداد ياسر التصاقاً بأخيه <BR>ووارى عني عينيه البريئتين وهما تخفيان عني الكثير من المعاناة والألم <BR>التي فضحتها دمعة لم أكن أتصورها ! ضممت الصغير إليّ فأبكاني <BR>برودة وجنتيه وتيبس يديه أمسكت بالصغيرين فأخذتهما معي إلى <BR>غرفة المكتبةأدخلتهما وخلعت الجاكيت الذي ألبسه وألبسته <BR>الصغير أعدت على ياسر السؤال : ياسر ما الذي جاء بك إلى <BR>المدرسة في هذا الوقت المبكر ومن الذي أحضركما !؟ <BR>قال ببراءته : لا <BR>أدري السائق هو الذي أحضرنا !! قلت : ووالدك قال : والدي مسافر <BR>إلى المنطقة الشرقيةوالسائق هو الذي اعتاد على إحضارنا حتى بوجود <BR>أبي <BR>قلت : وأمــــك !! أمك يا ياسر .. كيف أخرجتكما بهذه الملابس <BR>الصيفية في هذا الوقت !؟ لم يجب ياسر وكأنني طعنته بسكين بدأ <BR>ينظر إلى الأرض ويقول: <BR>أ... أم... أمي... أميـ... ثم استرسل بالبكى !! قال أيمن ( الصغير ) : <BR>ماما عند أخوالي !!!!!! <BR>قلت : ولماذا تركتكم .. ومنذ متى !؟ <BR>قال أيمن : <BR>من زمان .. من زمان !! <BR>قلت : ياسر . هل صحيح ما يقول أيمن !؟ <BR>قال : نعم من زمان أمي عند أخوالي .. أبوي طلقها . وضربها .. وراحت <BR>وتركتنا .. وبدأ يبكي ويبكي !! <BR>هدأتهما .. وأنا أشعر بمرارة المعاناة <BR>وبدأت أنا الآخر بالبكى ولكن حاولت أن أتمالك نفسي وأن أكظم ما <BR>استطعت ولكي لايفقدان الثقة بأمهما قلت ولكن أمكما تحبكما .. أليس كذلك !؟ <BR>قال ياسر : إيه .. إيه .. إيه .. وأنا أحبها وأحبها وأحبها .. بس <BR>أبوي !! وزوجته !! <BR>ثم استرسل في البكاء !! <BR>قلت له : ما بكما ألا ترى أمك يا ياسر !؟ <BR>قال : لا .. لا .. أنا من زمان ما شفتها .. أنا يا أستاذ ودي أشوفها لو <BR>مرة تكفى ياأستاذ !! <BR>قلت : ألا يسمح لك والدك بذهابك لها !؟ <BR>قال : كان يسمح بس من يوم تزوج ما عاد سمح لي !!! <BR>قلت له : يا ياسر . <BR>زوجت أبوك مثل أمك .. وهي تحبكم !! <BR>قاطعني ياسر : لا .. لا . يا أستاذ أمي أحلى .. هذي تضربنا .. ودايم <BR>تسب أمي عندنا !! قلت له : ومن يتابعكما في الدراسة !؟ <BR>قال : ما فيه أحد يتابعنا .. <BR>وزوجة أبوي تقول له إنها تدرسنا !! <BR>قلت : ومن يجهز ملابسكما وطعامكما ؟ <BR>قال : الخادمة .. <BR>وبعض الأيام أنا !! لأن زوجة أبوي تمنعها وتخليها تغسل البيت !! <BR>وأنا اللي أجهز ملابسي وملابس أيمن مثل اليوم ! <BR>اغرورقت عيناي بالدموع فلم أعد استطيع كظمه.. ! <BR>حاولت رفع معنوياته . <BR>فقلت : لكنك رجل ويعتمد عليك ! <BR>قال : أنا ما أبي منها شيء ! <BR>قلت : ولماذا لم تلبسا لبس شتوي في هذا اليوم ؟ قال : هي منعتني !! قالت : خذ هذي الملابس وروحوا الآن للمدرسة .. <BR>وأخرجتني من الغرفة وأقفلتها ! <BR>قدم المعلمون والطلاب للمدرسة . <BR>قلت لياسر بعد أن أدركت عمق المعاناة والمأساة <BR>التي يعيشها مع أخيه : لا تخرجا للطابور <BR>وسأعود إليكما بعد قليل <BR>خرجت من عندهما .. <BR>وأنا أشعر بألم يعتصر قلبي .. <BR>ويقطع فؤادي ! <BR>ما ذنب الصغيرين !؟ <BR>ما الذي اقترفاه ؟ <BR>حتى يكونا ضحية خلاف أسري .. وطلاق .. وفراق !! <BR>أين الرحمة !؟ <BR>أين الضمير !؟ <BR>أين الدين !؟ <BR>بل أين الإنسانية !؟ <BR>قررت أن تكون قضية ياسر وأيمن .. هي قضيتي !! <BR>جمعت المعلومات عنهما . <BR>وعن أسرة أمهما .. <BR>وعرفت أنها تسكن في قرناطه !! <BR>سألت المرشد الطلابي بالمدرسة عن والد ياسر وهل يراجعه !؟ <BR>أفادني أنه طالما كتب له واستدعاه .. فلم يجب !! <BR>وأضاف : الغريب أن والدهما يحمل درجة الماجستير .. <BR>قال عن ياسر : كان ياسر قمة في النظافة والاهتمام . <BR>وفجأة تغيرت حالته من منتصف الصف الثالث !! <BR>عرفت فيما بعد أنه منذ وقع الطلاق !! <BR>حاولت الاتصال بوالده .. فلم أفلح .. <BR>فهو كثير الأسفار والترحال .. <BR>بعد جهد .. حصلت على هاتف أمه !! <BR>استدعيت ياسر يوما إلى غرفتي <BR>وقلت له : ياسر لتعتبرني عمك أو والدك .. <BR>ولنحاول أن نصلح الأمور مع والدك .. <BR>ولتبدأ في الاهتمام بنفسك !! <BR>نظر إليَّ ولم يجب وكأنه يستفسر عن المطلوب ! <BR>قلت له : حتماً والدك يحبك .. <BR>ويريد لك الخير .. ولا بد أن يشعر بأنك تحبه .. <BR>ويلمس اهتمامك بنفسك وبأخيك وتحسنك في الدراسة أحد <BR>الأسباب !! <BR>هزَّ رأسه موافقاً !! <BR>قلت له : لنبدأ باهتمامك بواجباتك .. <BR>اجتهد في ذلك !! <BR>قال : أنا ودي أحل واجباتي . <BR>بس زوجة أبوي تخليني ما أحل !! <BR>قلت : أبداً هذا غير معقول .. أنت تبالغ <BR>قال : لايأستاذ أنا ما أكذب هي دايم تخليني <BR>اشتغل في البيت وأنظف الحوش , , , !! <BR>صدقوني .. <BR>كأني أقرأ قصة في كتاب !! <BR>أو أتابع مسلسلة كتبت أحداثها من نسج الخيال !! <BR>قلت : حاول أن لا تذهب للبيت إلا وقد قمت بحل <BR>ما تستطيع من واجباتك !! <BR>رأيته .. خائفاً متردداً .. وإن كان لديه استعداد !! <BR>قلت له ( محفزاً ) : ياسر لو تحسنت قليلاً سأعطيك مكافأة !! <BR>هي أغلى مكافأة تتمناها !! <BR>نظر إليَّ .. وكأنه يسأل عن ماهيتها !! <BR>قلت : سأجعلك تكلم أمك بالهاتف من المدرسة !! <BR>ما كنت أتصور أن يُحْدِثَ هذا الوعد ردة فعل كبيرة !! <BR>لكنني فوجئت به يقوم ويقبل عليَّ مسرعاً . <BR>ويقبض على يدي اليمنى ويقبلها <BR>وهو يقول : <BR>تكف .. تكف .. يا أستاذ أنا ولهان على أمي !! بس لا يدري أبوي !! <BR>قلت له : ستكلمها بإذن الله شريطة أن تعدني أن تجتهد .. <BR>قال : أعدك !! <BR>بدأ ياسر .. يهتم بنفسه وواجباته . <BR>وساعدني في ذلك بقية المعلمين <BR>فكانوا يجعلونه يحل واجباته في حصص الفراغ . <BR>أو في حصة التربية الفنية ويساعدونه على ذلك !! <BR>كان ذكياً سريع الحفظ .. فتحسن مستواه في أسبوع واحد !!! <BR>( صدقوني نعم تغير في أسبوع واحد ) !! <BR>استأذنت المدير يوماً أن نهاتف أم ياسر .. <BR>فوافق .. <BR>اتصلت في الساعة العاشرة صباحاً . <BR>فردت امرأة كبيرة السن .. <BR>قلت لها : أم ياسر موجودة !! <BR>قالت : ومن يريدها ؟ قلت : معلم ياسر !! <BR>قالت : أنا جدته . يا ولدي وش أخباره .. <BR>حسبي الله على اللي كان السبب .. <BR>حسبي الله على اللي حرمها منه !! <BR>هدأتها قليلاً .. فعرفت منها بعض قصة معاناة ابنتها ( أم ياسر ) !! <BR>قالت : لحظة أناديها ( تبي تطير من الفرح ) !! <BR>جاءت أم ياسر المكلومة .. <BR>مسرعة .. <BR>حدثتني وهي تبكي !! <BR>قالت : أستاذ .. <BR>وش أخبار ياسر طمني الله يطمنك بالجنة !! <BR>قلت : ياسر بخير .. وعافية .. <BR>وهو مشتاق لك !! <BR>قالت : وأنا .. فلم أعد أسمع إلا بكاءها .. ونشيجها !! <BR>قالت وهي تحاول كتم العبرات : أستاذ ( طلبتك ) <BR>ودي أسمع صوته وصوت أيمن .. <BR>أنا من زمان ما سمعت أصواتهم !! <BR>لم أتمالك نفسي فدمعت عيناي !! <BR>يا لله .. أين الرحمة ؟ أين حق الأم !؟ <BR>قلت : أبشري ستكلمينه وباستمرار .. <BR>لكن بودي أن تساعدينني في محاولة الرفع من مستواه .. <BR>شجعيه على الاجتهاد .. لنحاول تغييره .. <BR>لنبعث بذلك رسالة إلى والده !!! <BR>قالت : والده !! ( الله يسامحه ) .. <BR>كنت له نعم الزوجة . <BR>ولكن ما أقول إلا : الله يسامحه !! <BR>ثم قالت : المهم . <BR>ودي أكلمهم واسمع أصواتهم !! <BR>قلت : حالاً .. لكن كما وعدتني .. <BR>لا تتحدثين في مشاكله مع زوجة أبيه أو أبيه !! <BR>قالت : أبشر ! <BR>دعوت ياسر وأيمن إلى غرفة المدير وأغلقت الباب .. <BR>قلت : ياسر .. هذي أمك تريد أن تكلمك !! <BR>لم ينبت ببنت شفه . <BR>أسرع إليَّ وأخذ السماعة من يدي <BR>وقال : أمي .. أمي .. أمي .. <BR>تحول الحديث إلى بكاء !! <BR><BR>تركته .. يفرغ ألماً ملأ فؤاده .. <BR>وشوقاً سكن قلبه !! <BR>حدثها .. خمسة عشر دقيقة !! <BR>أما أيمن ... <BR>فكان حديثها معه قصة أخرى .. <BR>كان بكاء وصراخ من الطرفين !! <BR>ثم أخذتُ السماعة منهما . <BR>وكأنني أقطع طرفاً من جسمي .. <BR>فقالت لي : سأدعو لك ليلاً ونهاراً .. <BR>لكن لا تحرمني من ياسر وأخيه !! ولا يعلم بذلك والدهما !! <BR>قلت : لن تحرمي من محادثتهم بعد اليوم !! وودعتها ! <BR>قلت لياسر بعد أن وضعت سماعة الهاتف : انصرف وهذه المكالمة <BR>مكافأة لك على اهتمامك الفترة الماضية .. <BR>وسأكررها لك إن اجتهدت أكثر !! <BR>عاد الصغير .. فقبَّل يدي .. <BR>وخرج وقد افترَّ عن ثغره الصغير ابتسامة فرح ورضى !! <BR>قال : أوعدك يا أستاذ أن اجتهد وأجتهد !! <BR>مضت الأيام وياسر من حسن إلى أحسن .. <BR>يتغلب على مشاكله شيئاً فشيئا .. رأيت فيه رجلاً يعتمد عليه !! <BR>في نهاية الفصل لأول ظهرت النتائج <BR>فإذا بياسر الذي اعتاد أن يكون ترتيبه <BR>بعد العشرين في فصل عدد طلابه ( 26 ) طالباً يحصل على الترتيب <BR>( السابع ) !! <BR>دعوته . إليَّ وقد أحضرت له ولأخيه هدية قيمة .. <BR>وقلت له : نتيجتك هذه هي رسالة إلى والدك .. <BR>ثم سلمته الهدية وشهادة تقدير على تحسنه .. <BR>وأرفقت بها رسالة مغلقة بعثتها لأبيه <BR>كتبتها كما لم أكتب رسالة من قبل .. <BR>كانت من عدة صفحات !! <BR>بعثتها . <BR>ولم أعلم ما سيكون أثرها .. وقبولها !! <BR>خالفني البعض ممن استشرتهم وأيد البعض !! <BR>خشينا أن يشعر بالتدخل في خصوصياته !! <BR>ولكن الأمانة والمعاناة التي شعرت بها دعت إلى كل ما سبق !! <BR>ذهب ياسر .. يوم الأثنين بالشهادة والرسالة والهدية <BR>بعد أن أكدت عليه أن يضعها بيد والدة !! <BR>في صبيحة يوم الثلاثاء .. <BR>قدمت للمدرسة الساعة السابعة صباحاً .. <BR>وإذ بياسر قد لبس أجمل الملابس يمسك بيده رجلاً حسن الهيئة <BR>والهندام !! <BR>أسرع إليَّ ياسر . <BR>وسلمت عليه .. <BR>وجذبني حتى يقبل رأسي !! <BR>وقال : أستاذ .. هذا أبوي .. هذا أبوي !! <BR>ليتكم رأيتم الفرحة في عيون الصغير .. <BR>ليتكم رأيتم الاعتزاز بوالده .. <BR>ليتكم معي لشعرتم بسعادة لا تدانيها سعادة !! <BR>أقبل الرجل فسلم عليّ .. <BR>وفاجأني برغبته تقبيل رأسي فأبيت فأقسم أن يفعل !! <BR>أردت الحديث معه <BR>فقال : أخي .. لا تزد جراحي جراح .. <BR>يكفيني ما سمعته من ياسر وأيمن عن معاناتهما مع ابنة عمي <BR>( زوجتي ) !! <BR>نعم أنا الجاني والمجني عليه !! <BR>أنا الظالم والمظلوم !! <BR>فقط أعدك أن تتغير أحوال ياسر وأيمن وأن أعوضهما عما مضى !! <BR>بالفعل تغيرت أحوال ياسر وأيمن .. <BR>فأصبحا من المتفوقين .. وأصبحت زيارتهما لأمهما بشكل مستمر !! <BR>قال الأب : ليتك تعتبر ياسر ابناً لك <BR>قلت له : كم يشرفني أن يكون ياسر ولدي !!</FONT></FONT></DIV></DIV><!-- / message --><BR><BR><BR><BR><BR><BR>اتمنى ان تكملووو القصه الى النهايه <BR><BR>........................................ <BR>أستاذ.. هذا أبوي ..هذا ابوي !!!!!! أبكت عيون الكثيرين <BR>قصة مدرس مع طالب على لسان المدرس <BR>إلى التفاصيل: <BR>كان ياسر طفل التاسعة في الصف الرابع .وكنت أعطيهم حصتين في <BR>الأسبوع .. كان نحيل الجسم .أراه دوماً شارد الذهن .. يغالبه النعاس <BR>كثيراً .. كان شديد الإهمال في دراسته .بل في لباسه وشعره.. دفاتره <BR>كانت هي الأخرى تشتكي الإهمال والتمزق !! حاولت مراراً أن يعتني <BR>بنفسه ودراسته فلم أفلح كثيراً لم يجد معه ترغيب أو ترهيب !! ولا <BR>لوم أو تأنيب !! ذات يوم حضرت إلى المدرسة في الساعة <BR>السادسةقبل طابور الصباح بساعة كاملة تقريباً كان يوماً شديد <BR>البرودة .. فوجئت بمنظر لن أنســـــاه دخلت المدرسة فرأيت في زاوية <BR>من ساحتها طفلين صغيرين قد انزويا على بعضهما .. نظرت من بعيد <BR>فإذ بهما يلبسان ملابس بيضاء لا تقي جسديهما النحيلة شدة <BR>البردأسرعت إليهما دون تردد وإذ بي ألمح ياسر يحتضن أخاه <BR>الأصغر ( أيمن )الطالب في الصف الأول الابتدائي .ويجمع كفيه الصغيرين <BR>المتجمدين وينفخ فيهما بفمه ويفركهما بيديه <BR>منظر لا يمكن أن أصفه وشعور لا يمكن أن أترجمه دمعت عيناي من <BR>هذا المنظر المؤثر <BR>ناديته : ياسر ما الذي جاء بكما في هذا الوقت <BR>؟ ولماذا لم تلبسا لباساً يقيكما من البرد !! فازداد ياسر التصاقاً بأخيه <BR>ووارى عني عينيه البريئتين وهما تخفيان عني الكثير من المعاناة والألم <BR>التي فضحتها دمعة لم أكن أتصورها ! ضممت الصغير إليّ فأبكاني <BR>برودة وجنتيه وتيبس يديه أمسكت بالصغيرين فأخذتهما معي إلى <BR>غرفة المكتبةأدخلتهما وخلعت الجاكيت الذي ألبسه وألبسته <BR>الصغير أعدت على ياسر السؤال : ياسر ما الذي جاء بك إلى <BR>المدرسة في هذا الوقت المبكر ومن الذي أحضركما !؟ <BR>قال ببراءته : لا <BR>أدري السائق هو الذي أحضرنا !! قلت : ووالدك قال : والدي مسافر <BR>إلى المنطقة الشرقيةوالسائق هو الذي اعتاد على إحضارنا حتى بوجود <BR>أبي <BR>قلت : وأمــــك !! أمك يا ياسر .. كيف أخرجتكما بهذه الملابس <BR>الصيفية في هذا الوقت !؟ لم يجب ياسر وكأنني طعنته بسكين بدأ <BR>ينظر إلى الأرض ويقول: <BR>أ... أم... أمي... أميـ... ثم استرسل بالبكى !! قال أيمن ( الصغير ) : <BR>ماما عند أخوالي !!!!!! <BR>قلت : ولماذا تركتكم .. ومنذ متى !؟ <BR>قال أيمن : <BR>من زمان .. من زمان !! <BR>قلت : ياسر . هل صحيح ما يقول أيمن !؟ <BR>قال : نعم من زمان أمي عند أخوالي .. أبوي طلقها . وضربها .. وراحت <BR>وتركتنا .. وبدأ يبكي ويبكي !! <BR>هدأتهما .. وأنا أشعر بمرارة المعاناة <BR>وبدأت أنا الآخر بالبكى ولكن حاولت أن أتمالك نفسي وأن أكظم ما <BR>استطعت ولكي لايفقدان الثقة بأمهما قلت ولكن أمكما تحبكما .. أليس كذلك !؟ <BR>قال ياسر : إيه .. إيه .. إيه .. وأنا أحبها وأحبها وأحبها .. بس <BR>أبوي !! وزوجته !! <BR>ثم استرسل في البكاء !! <BR>قلت له : ما بكما ألا ترى أمك يا ياسر !؟ <BR>قال : لا .. لا .. أنا من زمان ما شفتها .. أنا يا أستاذ ودي أشوفها لو <BR>مرة تكفى ياأستاذ !! <BR>قلت : ألا يسمح لك والدك بذهابك لها !؟ <BR>قال : كان يسمح بس من يوم تزوج ما عاد سمح لي !!! <BR>قلت له : يا ياسر . <BR>زوجت أبوك مثل أمك .. وهي تحبكم !! <BR>قاطعني ياسر : لا .. لا . يا أستاذ أمي أحلى .. هذي تضربنا .. ودايم <BR>تسب أمي عندنا !! قلت له : ومن يتابعكما في الدراسة !؟ <BR>قال : ما فيه أحد يتابعنا .. <BR>وزوجة أبوي تقول له إنها تدرسنا !! <BR>قلت : ومن يجهز ملابسكما وطعامكما ؟ <BR>قال : الخادمة .. <BR>وبعض الأيام أنا !! لأن زوجة أبوي تمنعها وتخليها تغسل البيت !! <BR>وأنا اللي أجهز ملابسي وملابس أيمن مثل اليوم ! <BR>اغرورقت عيناي بالدموع فلم أعد استطيع كظمه.. ! <BR>حاولت رفع معنوياته . <BR>فقلت : لكنك رجل ويعتمد عليك ! <BR>قال : أنا ما أبي منها شيء ! <BR>قلت : ولماذا لم تلبسا لبس شتوي في هذا اليوم ؟ قال : هي منعتني !! قالت : خذ هذي الملابس وروحوا الآن للمدرسة .. <BR>وأخرجتني من الغرفة وأقفلتها ! <BR>قدم المعلمون والطلاب للمدرسة . <BR>قلت لياسر بعد أن أدركت عمق المعاناة والمأساة <BR>التي يعيشها مع أخيه : لا تخرجا للطابور <BR>وسأعود إليكما بعد قليل <BR>خرجت من عندهما .. <BR>وأنا أشعر بألم يعتصر قلبي .. <BR>ويقطع فؤادي ! <BR>ما ذنب الصغيرين !؟ <BR>ما الذي اقترفاه ؟ <BR>حتى يكونا ضحية خلاف أسري .. وطلاق .. وفراق !! <BR>أين الرحمة !؟ <BR>أين الضمير !؟ <BR>أين الدين !؟ <BR>بل أين الإنسانية !؟ <BR>قررت أن تكون قضية ياسر وأيمن .. هي قضيتي !! <BR>جمعت المعلومات عنهما . <BR>وعن أسرة أمهما .. <BR>وعرفت أنها تسكن في قرناطه !! <BR>سألت المرشد الطلابي بالمدرسة عن والد ياسر وهل يراجعه !؟ <BR>أفادني أنه طالما كتب له واستدعاه .. فلم يجب !! <BR>وأضاف : الغريب أن والدهما يحمل درجة الماجستير .. <BR>قال عن ياسر : كان ياسر قمة في النظافة والاهتمام . <BR>وفجأة تغيرت حالته من منتصف الصف الثالث !! <BR>عرفت فيما بعد أنه منذ وقع الطلاق !! <BR>حاولت الاتصال بوالده .. فلم أفلح .. <BR>فهو كثير الأسفار والترحال .. <BR>بعد جهد .. حصلت على هاتف أمه !! <BR>استدعيت ياسر يوما إلى غرفتي <BR>وقلت له : ياسر لتعتبرني عمك أو والدك .. <BR>ولنحاول أن نصلح الأمور مع والدك .. <BR>ولتبدأ في الاهتمام بنفسك !! <BR>نظر إليَّ ولم يجب وكأنه يستفسر عن المطلوب ! <BR>قلت له : حتماً والدك يحبك .. <BR>ويريد لك الخير .. ولا بد أن يشعر بأنك تحبه .. <BR>ويلمس اهتمامك بنفسك وبأخيك وتحسنك في الدراسة أحد <BR>الأسباب !! <BR>هزَّ رأسه موافقاً !! <BR>قلت له : لنبدأ باهتمامك بواجباتك .. <BR>اجتهد في ذلك !! <BR>قال : أنا ودي أحل واجباتي . <BR>بس زوجة أبوي تخليني ما أحل !! <BR>قلت : أبداً هذا غير معقول .. أنت تبالغ <BR>قال : لايأستاذ أنا ما أكذب هي دايم تخليني <BR>اشتغل في البيت وأنظف الحوش , , , !! <BR>صدقوني .. <BR>كأني أقرأ قصة في كتاب !! <BR>أو أتابع مسلسلة كتبت أحداثها من نسج الخيال !! <BR>قلت : حاول أن لا تذهب للبيت إلا وقد قمت بحل <BR>ما تستطيع من واجباتك !! <BR>رأيته .. خائفاً متردداً .. وإن كان لديه استعداد !! <BR>قلت له ( محفزاً ) : ياسر لو تحسنت قليلاً سأعطيك مكافأة !! <BR>هي أغلى مكافأة تتمناها !! <BR>نظر إليَّ .. وكأنه يسأل عن ماهيتها !! <BR>قلت : سأجعلك تكلم أمك بالهاتف من المدرسة !! <BR>ما كنت أتصور أن يُحْدِثَ هذا الوعد ردة فعل كبيرة !! <BR>لكنني فوجئت به يقوم ويقبل عليَّ مسرعاً . <BR>ويقبض على يدي اليمنى ويقبلها <BR>وهو يقول : <BR>تكف .. تكف .. يا أستاذ أنا ولهان على أمي !! بس لا يدري أبوي !! <BR>قلت له : ستكلمها بإذن الله شريطة أن تعدني أن تجتهد .. <BR>قال : أعدك !! <BR>بدأ ياسر .. يهتم بنفسه وواجباته . <BR>وساعدني في ذلك بقية المعلمين <BR>فكانوا يجعلونه يحل واجباته في حصص الفراغ . <BR>أو في حصة التربية الفنية ويساعدونه على ذلك !! <BR>كان ذكياً سريع الحفظ .. فتحسن مستواه في أسبوع واحد !!! <BR>( صدقوني نعم تغير في أسبوع واحد ) !! <BR>استأذنت المدير يوماً أن نهاتف أم ياسر .. <BR>فوافق .. <BR>اتصلت في الساعة العاشرة صباحاً . <BR>فردت امرأة كبيرة السن .. <BR>قلت لها : أم ياسر موجودة !! <BR>قالت : ومن يريدها ؟ قلت : معلم ياسر !! <BR>قالت : أنا جدته . يا ولدي وش أخباره .. <BR>حسبي الله على اللي كان السبب .. <BR>حسبي الله على اللي حرمها منه !! <BR>هدأتها قليلاً .. فعرفت منها بعض قصة معاناة ابنتها ( أم ياسر ) !! <BR>قالت : لحظة أناديها ( تبي تطير من الفرح ) !! <BR>جاءت أم ياسر المكلومة .. <BR>مسرعة .. <BR>حدثتني وهي تبكي !! <BR>قالت : أستاذ .. <BR>وش أخبار ياسر طمني الله يطمنك بالجنة !! <BR>قلت : ياسر بخير .. وعافية .. <BR>وهو مشتاق لك !! <BR>قالت : وأنا .. فلم أعد أسمع إلا بكاءها .. ونشيجها !! <BR>قالت وهي تحاول كتم العبرات : أستاذ ( طلبتك ) <BR>ودي أسمع صوته وصوت أيمن .. <BR>أنا من زمان ما سمعت أصواتهم !! <BR>لم أتمالك نفسي فدمعت عيناي !! <BR>يا لله .. أين الرحمة ؟ أين حق الأم !؟ <BR>قلت : أبشري ستكلمينه وباستمرار .. <BR>لكن بودي أن تساعدينني في محاولة الرفع من مستواه .. <BR>شجعيه على الاجتهاد .. لنحاول تغييره .. <BR>لنبعث بذلك رسالة إلى والده !!! <BR>قالت : والده !! ( الله يسامحه ) .. <BR>كنت له نعم الزوجة . <BR>ولكن ما أقول إلا : الله يسامحه !! <BR>ثم قالت : المهم . <BR>ودي أكلمهم واسمع أصواتهم !! <BR>قلت : حالاً .. لكن كما وعدتني .. <BR>لا تتحدثين في مشاكله مع زوجة أبيه أو أبيه !! <BR>قالت : أبشر ! <BR>دعوت ياسر وأيمن إلى غرفة المدير وأغلقت الباب .. <BR>قلت : ياسر .. هذي أمك تريد أن تكلمك !! <BR>لم ينبت ببنت شفه . <BR>أسرع إليَّ وأخذ السماعة من يدي <BR>وقال : أمي .. أمي .. أمي .. <BR>تحول الحديث إلى بكاء !! <BR><BR>تركته .. يفرغ ألماً ملأ فؤاده .. <BR>وشوقاً سكن قلبه !! <BR>حدثها .. خمسة عشر دقيقة !! <BR>أما أيمن ... <BR>فكان حديثها معه قصة أخرى .. <BR>كان بكاء وصراخ من الطرفين !! <BR>ثم أخذتُ السماعة منهما . <BR>وكأنني أقطع طرفاً من جسمي .. <BR>فقالت لي : سأدعو لك ليلاً ونهاراً .. <BR>لكن لا تحرمني من ياسر وأخيه !! ولا يعلم بذلك والدهما !! <BR>قلت : لن تحرمي من محادثتهم بعد اليوم !! وودعتها ! <BR>قلت لياسر بعد أن وضعت سماعة الهاتف : انصرف وهذه المكالمة <BR>مكافأة لك على اهتمامك الفترة الماضية .. <BR>وسأكررها لك إن اجتهدت أكثر !! <BR>عاد الصغير .. فقبَّل يدي .. <BR>وخرج وقد افترَّ عن ثغره الصغير ابتسامة فرح ورضى !! <BR>قال : أوعدك يا أستاذ أن اجتهد وأجتهد !! <BR>مضت الأيام وياسر من حسن إلى أحسن .. <BR>يتغلب على مشاكله شيئاً فشيئا .. رأيت فيه رجلاً يعتمد عليه !! <BR>في نهاية الفصل لأول ظهرت النتائج <BR>فإذا بياسر الذي اعتاد أن يكون ترتيبه <BR>بعد العشرين في فصل عدد طلابه ( 26 ) طالباً يحصل على الترتيب <BR>( السابع ) !! <BR>دعوته . إليَّ وقد أحضرت له ولأخيه هدية قيمة .. <BR>وقلت له : نتيجتك هذه هي رسالة إلى والدك .. <BR>ثم سلمته الهدية وشهادة تقدير على تحسنه .. <BR>وأرفقت بها رسالة مغلقة بعثتها لأبيه <BR>كتبتها كما لم أكتب رسالة من قبل .. <BR>كانت من عدة صفحات !! <BR>بعثتها . <BR>ولم أعلم ما سيكون أثرها .. وقبولها !! <BR>خالفني البعض ممن استشرتهم وأيد البعض !! <BR>خشينا أن يشعر بالتدخل في خصوصياته !! <BR>ولكن الأمانة والمعاناة التي شعرت بها دعت إلى كل ما سبق !! <BR>ذهب ياسر .. يوم الأثنين بالشهادة والرسالة والهدية <BR>بعد أن أكدت عليه أن يضعها بيد والدة !! <BR>في صبيحة يوم الثلاثاء .. <BR>قدمت للمدرسة الساعة السابعة صباحاً .. <BR>وإذ بياسر قد لبس أجمل الملابس يمسك بيده رجلاً حسن الهيئة <BR>والهندام !! <BR>أسرع إليَّ ياسر . <BR>وسلمت عليه .. <BR>وجذبني حتى يقبل رأسي !! <BR>وقال : أستاذ .. هذا أبوي .. هذا أبوي !! <BR>ليتكم رأيتم الفرحة في عيون الصغير .. <BR>ليتكم رأيتم الاعتزاز بوالده .. <BR>ليتكم معي لشعرتم بسعادة لا تدانيها سعادة !! <BR>أقبل الرجل فسلم عليّ .. <BR>وفاجأني برغبته تقبيل رأسي فأبيت فأقسم أن يفعل !! <BR>أردت الحديث معه <BR>فقال : أخي .. لا تزد جراحي جراح .. <BR>يكفيني ما سمعته من ياسر وأيمن عن معاناتهما مع ابنة عمي <BR>( زوجتي ) !! <BR>نعم أنا الجاني والمجني عليه !! <BR>أنا الظالم والمظلوم !! <BR>فقط أعدك أن تتغير أحوال ياسر وأيمن وأن أعوضهما عما مضى !! <BR>بالفعل تغيرت أحوال ياسر وأيمن .. <BR>فأصبحا من المتفوقين .. وأصبحت زيارتهما لأمهما بشكل مستمر !! <BR>قال الأب : ليتك تعتبر ياسر ابناً لك <BR>قلت له : كم يشرفني أن يكون ياسر ولدي !!<BR><BR><BR><BR><BR><BR>
عـديم الآحساس- عدد المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 23/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى